من دون مقدمة طويلة عن الربيع العربي وين راح و وين رايح. بدي احكي عن وجهة نظر لوضع عام مشترك ربيعي عربي انا شايفته.
بدي احكي عن الخيارات المتواجدة او المتوقع تواجدها في احسن الحوال.
خلينا نفترض نجاح جميع الثورات والحراكات في المطالبة بالتغيير من أنظمة دكتاتورية، دموية، اتوقراطية، سلطوية من دون الوقوع في فخ الحرب الاهلية الدموي.
بيطلع قانون انتخاب منصف – نوعاً ما – شي يوم عن قريب، بحطو تاريخ و يللا يا شعب روح انتخب نواب، رئيس،،،الخ زي ما صار بمصر و تونس، شو هي خياراتك؟
حسب البلد اللي بتكون/ي فيها في عندك عدة قيم و هموم تتأمل/ي انو حدا بمثل أغلبيتها:
عشيرة، حارة، ضيعة، قرية، طائفة دينية، بلد الأصل، العرق، الجندر (واحد او وحدة)، الليبرالي، المحافظ، اليسار، اليمين، السلفي، الاسلامي، الاشتراكي، الشيوعي، العُمّالي…الخ.
قمة المأساة في هذا السياق -مع احترامي لحق وجود الجميع- هو وجود استقصائية و شمولية بالعديد من هذه الخيارات والقيم اللتي تمثلها، مما يجعل فوز احدها عبارة عن هزّة قوية لطريقة حياة ووجود الٓآخر.
بس لحظة شوي، مش الكل مواطنون؟ مش الوطن لمواطنيه جميعا بالتساوي؟
مش وجودي ووجودَِك لازم ما يكون فيه لت و عجن،؛ طول ما نحنا ماشين على القانون و مش صايبين حرية الآخر؟
لازم يكون هنالك عقد اجتماعي (دستور) جديد نتفق عليه جميعا، لا يُمَكّن اي شخص او سلطة من اتخاذ اي برامج، الغاء قوانين او اضافة تشريعات تمس بحرية الوجود والحرية الشخصية لأي من مواطنيها اجمع وليس الأغلبية منهم فقط.
خياراتنا وقتها بتكون أوضح مش كلها متضاربة مع بعضها، لما تطلع نتائج اي انتخابات بعكس ما انتخبت/ي بتكون مقتصرة على خيبة امل ومش حالة طارئة بتخلّينا انا او إنت/ي نضب الشنطة ونهاجر. ما بتخلي اي جهة تزوّر انتخابات، تعطل مشاريع الاصلاح بحجة هذا الحزب او تلك الطائفة او أصلو من وين…الخ.
يوتوبيا؟ أحلام؟ سذاجة؟ يمكن.
اذا ما حس الجميع بالحد الادنى من الأمان و الامل، اختياراتنا كلها حتكون ضيقة، متعارضة وعرضة للتلاعب من جميع الأطراف السياسية بدون استثناء.
قبول وجود و حرية الآخر مش تنازل او خطيئة وانما حاجة ملحّة لبقاء الجميع.
